منتدى الدلوعات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدلوعات

منتدى خاص بالبنات الدلوعات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المجتمع المثالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منال
عضو فعال
عضو فعال
منال


عدد المساهمات : 188
نقاط : 349
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 34
الموقع : الجزائر

المجتمع المثالي Empty
مُساهمةموضوع: المجتمع المثالي   المجتمع المثالي Emptyالجمعة سبتمبر 18, 2009 6:05 am

بسم الله الرحمن الرحيم

كم تبدو الحاجة ملحّة الى العيش في بيئة فاضلة تملؤها المودة و التراحم و الاحترام كالتي كانت في صدر الإسلام و قال عنها صلى الله عليه و سلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" رواه مسلم ، ففي هذا الحديث الشريف وصف المصطفى صلى الله عليه و سلم حال المجتمع بشكل دقيق حيث أن شكوى العضو في الجسد تلقى اهتمام من سائر الجسد بشكل لا إرادي دونما تردد أو تأخير فسلامة ذلك العضو تهم كل عضو آخر في الجسد بل أكثر من هذا أن الجسد يشارك ذلك العضو الألم و يتألم كله لألمه و يبدأ كل عضو في مد يد العون له كلن بقدر استطاعته ، و في بحث علمي دقيق للطبيب المسلم ماهر محمد سالم أوضح به جانب من جوانب الإعجاز العلمي في هذا الحديث لم تدركه العلوم الحديثة الا من زمن قريب و هي أن شكوى العضو المصاب هي شكوى حقيقية‏‏ وليست علي سبيل المجاز‏‏، إذ تنطلق في الحال نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة أو المرض علي هيئة استغاثة إلي مراكز الحس والتحكم غير الإرادي في الدماغ وتنبعث في الحال أعداد من المواد الكيميائية والهرمونات من العضو المريض بمجرد حدوث ما يتهدد أنسجته وخلاياه ، ومع أول قطرة دم تنزف منه‏ أو نسيج يتهتك فيه‏‏ أو ميكروب يرسل سمومه إلي أنسجته وخلاياه‏ تذهب هذه المواد إلي مناطق مركزية في المخ فيرسل المخ الي الأعضاء المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية المختلفة أمرا بإسعاف العضو المصاب وإغاثته بما يتلاءم وإصابته‏ أو مرضه ، ‏وفي الحال تتداعي تلك الأعضاء المتحكمة في عمليات الجسد الحيوية المختلفة‏ أي يدعو بعضها بعضا‏ ، فمراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة والتحكم في المخ‏‏ وهذه تدعو بدورها الغدة النخامية لإفراز الهرمونات التي تدعو باقي الغدد الصماء لافرازهرموناتها التي تدعو وتحفز جميع أعضاء الجسم لنجده العضو المشتكي‏‏ فهي شكوي حقيقية‏‏ وتداع حقيقي‏‏ وليس علي سبيل المجاز‏،‏ ومعني التداعي هنا أن يتوجه كل جزء في الجسد بأعلي قدر من طاقته لنجده المشتكي وإسعافه‏,‏ فالقلب يسرع بالنبض لسرعة تدوير الدم وإيصاله للجزء المصاب‏ ،‏ في الوقت الذي تتسع فيه الأوعية الدموية المحيطة بهذا العضو المصاب وتنقبض في بقية الجسم‏,‏ لتوصل إلي منطقة الإصابة ما تحتاجه من طاقة‏‏ و أوكسجين‏‏ وأجسام مضادة وهرمونات‏ ‏ وأحماض أمينية بنّاءة لمقاومة الإصابة والعمل علي سرعة التئامها‏‏ وهذه هي خلاصة عمل أعضاء الجسم المختلفة من القلب إلى الكبد‏ والغدد الصماء‏ والعضلات وغيرها‏0

وهي صورة من صور التعاون الجماعي التي لا يمكن أن توصف بكلمة أبلغ ولا أشمل ولا أوفي من التداعي، وهذا التداعي يبلغ درجة عالية من البذل والعطاء إذ يستدعي من الأعضاء والأجهزة والأنسجة والغدد المتداعية أن تهدم جزءا من مخزونها من الدهون والبروتينات من أجل إغاثة العضو المشتكي‏ ،‏ ويظل هذا السيل من العطاء مستمرا حتي تتم عملية الإغاثة ‏،‏ وتتم السيطرة على الإصابة أو المرض‏ ،‏ والتئام الأنسجة والخلايا الجريحة أو المريضة‏ ،‏ حتي يبرأ الجسد كله أو يموت كله‏.‏

هكذا صوّر ابا القاسم صلوات ربي و سلامه عليه المجتمع المسلم المثالي بالجسد الواحد فكيف نجعل مجتمعنا مثالي ؟

الأمر يبدأ بإصلاح المرء نفسه و تهذيبه لسلوكه مراقبا لله عز و جل في كل تصرفاته ، قال تعالى : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإنّ الجنة هي المأوى )0
و بعدما يصلح نفسه يبدأ في المساهمة بإصلاح المجتمع من حوله مبتدئاً بأهله مثلما كان يفعل صلوات ربي عليه حيث بدأ بإصلاح أهله و دعوتهم إلى الهدى حيث كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أول من آمن به 0

كن معول بناء و لا تكن معول هدم

كل فرد في المجتمع مطالب بأداء دور إيجابي في مجتمعه و في هذا الشأن يقول صلوات ربي و سلامه عليه : (على كل مسلم صدقة، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قالوا فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: فيعين ذا الحاجة الملهوف: قالوا فإن لم يفعل؟ فليأمر بالخير أو قال بالمعروف، قال فإن لم يفعل؟ قال: فليمسك عن الشر فإنه له صدقة) أخرجه البخاري 0

كما أن صلاح المجتمع لا يكون الا بوجود الرجل بمعنى كلمة رجل الذي يتمثل بشكل جليّ في شخص النبي صلوات ربي و سلامه عليه حيث زكّاه الله عز و جل حين قال : ( و إنك لعلى خلق عظيم )
قالت أم المؤمنين عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه : كان خُلقه القرآن ، تعني بهذا امتثاله بأبي هو و أمي لكل ما جاء في القرآن الكريم من أوامر و اجتنابه لكل ما نهى عنه ، و كان لذلك أثر على كل من كانوا حوله فمن دعا إلى شيء هو متخلق به كان لدعوته قبول على كل من تلقّاها ، كان للرسول صلى الله عليه و سلم جار يهودي يحرص على وضع القاذورات عند باب النبي صلى الله عليه و سلم فلما غابت قاذورات اليهودي عن باب الرسول ثلاثة أيام ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى داره ليزوره ، فقال اليهودي : لما هذه الزيارة يا محمد ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لم تضع ما كنت تضعه فحسبتك مريضا ، فجئت أزورك " فقال اليهودي للرسول صلى الله عليه وسلم : أدينك يأمرك بهذا يا محمد ؟!! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " بل أكثر من هذا " فقال اليهودي : أشهد ألا أله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، لله درّك يا ابا القاسم فمن حسن تصرفه اسلم اليهودي و زادت لبنات المجتمع المسلم لبنه و في هذا إشارة واضحة لما سبق ذكره من الدعوة الى بناء المجتمع المثالي بالحكمة و الموعظة الحسنة 0

نصف المجتمع الآخر

الطرف الآخر في معادلة بناء المجتمع المثالي هي المرأة الصالحة حين تظهر بكامل زينتها من عفاف و صلاح ، فهما طرفي المعادلة التي لا تتحقق الا بتكافئهما وهذا التكافؤ يكون في كافة المقاييس من دين و ذكاء و صفات حميدة ، قال صلى الله عليه و سلم ( الدنيا متاع و خير متاعها المرأة الصالحة )0

و للمرأة دورها الذي لا يمكن تجاهله في المجتمع المثالي فهي تمثل الملاذ الآمن للرجل مثلما فعلت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد مع الرسول صلى الله عليه و سلم حين أتاه الوحي و عاد خائفا الى المنزل فقامت بالتخفيف من روعه و وقفت بجانبه حتى تجاوز خوفه و كما يُقال أن وراء كل رجل عظيم امرأة 0

قال صلى الله عليه و سلم عن صفات المرأة الصالحة ( إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و حصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت)

و يظهر أثر الإسلام بشكل واضح في تهذيب أخلاقيات الأفراد في قصة الصحابية الجليلة الخنساء التي جزعت معترضة على قدر الله حين فقدت أخيها صخر قبل إسلامها و رثته في قصيدتها المشهورة :
و لولا كثرة البــاكين حولـي *** على اخوانهم لقتلت نفســي
و ما يبكين مثل اخي و لــكن *** أسلي نفسي عنه بالتأســــي
يذّكرني طلوع الشمس صخرا*** و أّذكـره لكل غروب شمسِ

و بعدما أسلمت و حسن إسلامها كانت ردة فعلها حين تلقت خبر وفاة أبنائها الأربعة في معركة القادسية مخالف لردة فعلها حين تلقت خبر وفاة أخيها بعدما انصهرت في بوتقة المجتمع المسلم فكانت خير مثال لدور المرأة الصالحة في المجتمع المثالي حيث خرجت في هذه المعركة مع المسلمين في عهد عمر بن الخطاب ومعها أبناؤها الأربعة و هم عمرة، عمرو، معاوية و يزيد . و هناك وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت : يا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ... إلى أن قالت : فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة. و عندما دارت المعركة استشهد أولادها الأربعة واحداً بعد واحد ، و حينما بلغ الخنساء خبر مقتل أبنائها الأربعة قالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته) 0

هذا هو المجتمع المثالي الذي ما عاد له مكان في زماننا هذا حيث انشغل كل عضو من أعضاء المجتمع بنفسه دونما إن يبدي أي اهتمام بأن يبني مجتمعاً مثالياُ و كيف له إن يبنيه إذا لم يصلح نفسه بالاقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم من قول و فعل و بالمثل تفعل المرأة بأتباعها ما ذكره الرسول صلى الله عليه و سلم الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، فليكن هدفنا بالحياة أسمى من أن نعيش من أجل أنفسنا بل نلتمس حاجات من حولنا حتى يعم الخير على الجميع و عندها سيصبح لنا شأن عظيم مثل ما كان من أمر القرون الأولى للإسلام ، حينما كانت الفرس و الروم تحسب ألف حساب للمسلمين ففي حرب المسلمين مع الفرس أرسل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- قائد المسلمين الصحابي الجليل رِبْعِي بْنَ عامر -رضي الله عنه- ليعرض مطالب المسلمين، وعلى الفور ذهب ربعي بن عامر، ودخل القصر ممتطيا جواده، سائرًا به فوق البساط الفاخر الموضوع على الأرض، وحينما طلب جنود قائد الفرس من الصحابي الجليل ربعي النزول رفض، وقال في عزة: لم آت من تلقاء نفسي، وأنتم الذين دعوتموني، فإن رضيتم بذلك، وإلا رجعتُ فقبل الفرس وقلوبهم تكاد تنفجر من الغيظ ، وحينما دخل على قائدهم رستم، عرض عليه الدخول في الإسلام، أو دفع الجزية، أو تكون الحرب بينهما، وقال له في عزة وكرامة ( أيها القائد، إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الآخرة)

أما في وقتنا الحاضر انقلبت الموازيين حيث بات العزيز ذليلا والذليل عزيز ، عندما ذهب مبعوث الدول العربية إلى مجلس الأمن و الذلة تعلو وجهه لكي يطلب منهم أن يتكرّموا و يعرضوا على العدو الصهيوني إيقاف قتل الأبرياء في فلسطين لم يجد توسله آذان صاغية بل مطالبات هشة غير ملزمة التنفيذ من قبل إسرائيل فشتان بين ما حدث له و ما حدث لرسول سعد بن أبي وقاص .
لقد أضاعت الأمة الإسلامية هويتها و أصبحت المجازر والمذابح و الأسر والتشريد في كل جزء من أراضيها ، هدمت مساجدها و خربت مساكنها وقتل أطفالها واستباح عرضها وقهر رجالها وهي لم تحرك ساكنه؟

إذاً يتوجب علينا كأفراد إذا ما أردنا أن نكوّن مجتمع صالح أن نخلص لله تعالى في أعمالنا بلا تقصير أو إهمال ونجعل سنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وازكي التسليم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين نصب أعيننا ونقتدي بهم في كل صغيرة وكبيرة ، وأن نربي أبنائنا على ذلك فهم أجيال المستقبل والمجتمعات القادمة وهم أساس كل الأمة ، فإذا أحسنا الزرع حصدنا ثماراً طيبة بإذنه تعالى ، ويتمثل هذا الدور وهذه المسؤولية بشكل أكبر على من كانت وظيفته المهنية لها ارتباط مباشر بأفراد المجتمع كالمعلم والداعية و أساتذة الجامعات ولا تسقط هذه المسؤولية عن غيرهم من الأفراد العاملين ، بل يتوجب على كل فرد أن يسعى لصلاح هذه الأمة كلا على حسب مكانته ومهنته و وضعه الاجتماعي .

وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكر بقوله تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجتمع المثالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدلوعات :: المنتدى العام :: القسم العام-
انتقل الى: