منتدى الدلوعات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدلوعات

منتدى خاص بالبنات الدلوعات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وتبقى لنا دائما صحبتك ...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منال
عضو فعال
عضو فعال
منال


عدد المساهمات : 188
نقاط : 349
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 34
الموقع : الجزائر

وتبقى لنا دائما صحبتك ... Empty
مُساهمةموضوع: وتبقى لنا دائما صحبتك ...   وتبقى لنا دائما صحبتك ... Emptyالسبت سبتمبر 19, 2009 6:00 am

تعددت وسائل نشر الفكر ويسرت مصادره، وأصبح الطريق معبداً أمام الوصول الى المعلومة والإلمام بكل ما يتعلق بها بجهد أيسر، ووقت أقصر، وأصبح اقتناء مكتبة ضخمة تحوي كماً هائلاً من الكتب والمراجع والمصادر في حقيبة محمولة في اليد أمراً متداولاً.فهل يغني ذلك عن اقتناء الكتاب المطبوع، والرجوع إليه والاستعانة به، والبحث فيه؟

وهل تغني هذه المكتبات المحمولة في حقيبة تحملها اليد الواحدة عن هذه الأرفف التي تحمل الكتاب، وصالات الاطلاع الواسعة، وقاعات القراءة الفسيحة التي تُجمّل بها المكتبات العامة، وهذه الخزائن التي تحوي الكتاب في المكتبات الخاصة بدور العلماء والمفكرين والباحثين وطلاب العلم؟
وهل يغني التجوال في الحاسوب أو «اللاب توب» أو «النت» عن التجوال بين صفحات الكتاب، والتمتع بالتجوال بين أوراقه ومتابعة سطورة، وملاحقة فقراته؟

إن التعامل مع الكتاب المطبوع يتيح رحلة للنفس في تناغم رائع، وتلاحم حميم، وتعانق دافئ، وتناغم مطرب، وتناج هامس، وصور من المتعة متعددة، تبدأ من صورة الغلاف، تصميمه وهندسته، شكله ولونه، حجمه ومساحته، ظلاله وجماله، مما يبدع فيه الملهمون، وللنفس ارتباط عميق بهذه الملامح الفنية التي يحتويها الغلاف، ان لها في ضمير الوعي قراراً، وفي عميق النفس استقراراً، وفي الذهن ارتباطاً وثيقاً، إذا ذكر اسم الكتاب استحضر الذهن صورته وملامحه ولونه، وفنيات غلافه، واستدعى شكله، وحجمه، وصورته، ولونه.
ثم، إن ملاصقة الأصابع لأطراف الكتاب تمسك به، وملامسة الأنامل لصفحاته لمتابعة قراءته حركات تحدث في عفوية لكن لها ايقاعاً عجيباً، وهمساً حبيباً يفوق كل ايقاع، وكأني بالزمخشري- صاحب الكشاف- وهو يقول:

وألذ من نقر الفتاة لدفّها

نقري لألقي الرمل عن أوراقي

وإرسال النظر فيما قرئ من الكتاب فرح بما أنجز، وفيما بقي منه تطلع لما تبقّى، والنفس بين هذا وذاك في إبحار رائع، وتجديف شائق، ومسيرة على طريق معبد، ودرب ممهد، وسبيل قويم.
فلتتعدد ما شاء الله أن تتعدد وسائل نشر الفكر.. ويبقى الكتاب، سوقه رائجة، ومحبوه كثر، والمقبلون عليه من شتى الأنحاء أمواج متدفقة، متعطشة الى مناهل الفكر، ومعين المعرفة، والمصدر الأول للوعي والتنوير.
إن ما يقام للكتاب من معارض، وما يعنى بنشره من دور، وما تحفل به من هيئات، وما تهتم به من مؤسسات لدليل صادق على ان المطابع ستظل تدور، والمكتبات ستبقى ذاخرة بما يطبع، والأيدي ستبقى محتضنة له، والعيون ستظل محدقة فيه، وسيبقى على المكاتب مفتوحاً، وفي القاعات مقروءا، وستبقى القراءة متعة النفس وغذاء الروح، وأنيس الوحدة، ولذة الوجدان.
ولست أقلل من شأن هذه الثورة العلمية الجبارة التي قربت البعيد، وأوجدت المفقود، وتجاوزت الحدود، وتخطت السدود، وجمعت المتناثر، ودلت الحائر، وأسعفت الباحث، وآزرت الدارس، وعاونت الطالب، ونهضت بالبحث العلمي، وغذت شجرته، وأدنت ثمرته، وذللت عقباته، وباركت خطواته، ومثلت طاقات ذللت الصعاب، وحققت الرغاب.
بيد أني أردت أن ألفت إلى واقع ملموس، يؤكد أن الضوء المشع من سطور الكتب لن يخبو، مهما تعددت مصادر الاشعاع، ومنابع النور، لتبقى القراءة في الكتب، وتبقى أرفف المكاتب عامرة، والمطابع دائرة، وتبقى لنا دائما- يا كتاب - الرفيق والصديق، وتبقى لنا دائماً صحبتك.

كتابي .. تدوي بنا صيحتك

وتسني على دربنا شعلتك

تنير الطريق وأنت الضيا

وتحلو لنا دائما رفقتك

وكم ينشر العلم بين الورى

دعاة .. وترقى بنا دعوتك

وكم ثروة بيننا بددت

وتثرى لنا دائماً ثروتك

ستبقى لنا المجد والمرتقى

وتبقى لنا دائما صحبتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وتبقى لنا دائما صحبتك ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدلوعات :: المنتدى العلمي :: لغات و اداب-
انتقل الى: